الاثنين، 27 يونيو 2011

قسم الإرشاد الديني بالمدارس ! بقلم : أحمد عادل العازمي


لقد أصبح أبناؤنا وبناتنا اليوم بأمس الحاجة إلى من يوجههم وينصحهم ويُشير عليهم ؛ وذلك في ظلِّ ما تعيشه مجتمعاتنا الإسلامية من غزوٍ فكري قد أثَّر بشكلٍ كبير وواضحٍ على أبنائنا وبناتنا في بعض أفكارهم وسلوكياتهم .
ويظهر هذا الأثر فيهم من خلال تضييع بعضهم لدينهم وجهلهم لأبسط الأساسيات فيه ، وتأثرهم بما يُلقى عليهم من شبهاتٍ ، وتغيُّرِ بعض أفكارهم ، وتخلي البعض منهم عن كثيرٍ من المبادئ والأخلاق الإسلامية النبيلة ، وانجرارهم وراء بعض الممارسات السلوكية غير الحميدة ، وإهدار طاقاتهم وقدراتهم في أمور قد تعود عليهم بالضرر في كثيرٍ من الأحيان .
وإن هذا الواقع الأليم الذي يعيشه البعض من أبنائنا وبناتنا يستدعي منا جميعاً العمل الجاد والدؤوب لإيقاف ذلكم السيل الجارف الذي يستهدف أعز طاقاتنا وهم أبناؤنا وبناتنا : الطلاب والطالبات ، والكل مسؤولٌ عن هذا الأمر وعلاجه وحماية أبنائنا وبناتنا من الوقوع فيه ، وعلى رأس هذه المؤسسات المسؤولة هي وزارة التربية والتعليم ؛ وذلك أن التربية هي جزءٌ من مهامها ومسؤولياتها .
فأنا أقترح على وزارة التربية والتعليم أن تجعل بكل مدرسة قسم للإرشاد الديني أو على الأقل مرشد ديني واحد إن كانت المدرسة مدرسة بنين ومرشدة دينية إن كانت المدرسة مدرسة بنات ، يكون مهمة هذا القسم توعية الطلبة والطالبات ونصحهم وتوجيههم وإقامة المحاضرات والندوات والمسابقات والفعاليات الدينية لهم .
وبهذا نكون قد أسهمنا إسهاماً كبيراً في توعية أبنائنا وبناتنا وتثقيفهم بالثقافة الإسلامية الأصيلة المبنية على الفكر المعتدل الذي جاءت به الشريعة الإسلامية ، وبهذا أيضاً نوجد لهم شخصاً يمكنهم استشارته فيما يُشكل عليهم من أمورٍ شرعية ، أضف إلى هذا كله أننا بهذا نخلق فرص عمل جديدة لخريجي الكليات الشرعية .
فنرجو من وزارة التربية والتعليم دراسة هذا الموضوع وإبداء الرأي فيه ؛ لمسيس الحاجة إليه بالنسبة لطلابنا وطالباتنا .

الجمعة، 17 يونيو 2011

في صمت الليل بقلم : أحمد عادل العازمي

في ليلةٍ ظلماء من الساعة الخامسة إلا ربع تقريباً ، وقد اقترب دخول وقت صلاة الفجر في إحدى البلاد الإسلامية تعالت الأصوات وصدرت تلكم الصيحات المستنجدة الباكية ( ساعدوني .. اتركني .. دعني .. آه .. آه .. ) يا ترى ما الخطب ؟ ما الجلل ؟ ما الذي حدث ؟ خرج الجميع ، القريب والبعيد ، باحثاً عن مصدر تلكم الأصوات العالية المستنجدة ، ما الذي حدث ؟ أدخلت علينا الجيوش الجرارة لتغزو بلادنا ؟ أم ارتبكت جريمة قتلٍ في حيِّنا ؟ أم ماذا حدث ؟ الكل يتساءل ؟ والكل ينظر ويشاهد ذلكم المنظر الذي رآه البعيد قبل القريب .

لقد كان المشهد مؤلماً ومُحزناً ، ومبكياً للعين ، ومُقطعاً للقلب ، وكأنه خنجراً قد أصاب نحري أو سهماً قد أدمى قلبي ، لقد سمعت تلكم الأصوات كما سمعها غيري ، ورأيت ذلكم المشهد كما رآه من كان معي .

جنايةٌ وأيُّ جناية ؟! وجريمةٌ وأيُّ جريمة ؟! ضربٌ لا يجوز أن يكون لحيوان فكيف بإنسان ؟ بل ويزيد الأمر حُزناً أن تعلم بأنَّ من يُضرب ليس برجلٍ قد تمرَّس في الملاكمة أو مصارعٍ قد أمضى السنين في المصارعة أو رجلٍ صاحب عضلاتٍ مفتولة ؟ لا ، بل هي امرأةٌ ضعيفةٌ مسكينةٌ لا تملك من أمرها شيئاً ، تضرب من رجلٍ وكأنَّه قد نُزعت الرحمةُ من قلبه ، وقد كان المفروض أن يكون أرحم بها من نفسها ؛ وذلك أنه والدها وللأسف ، وقد رأيته من بعيد يركلها برجله كما تُركل الكرة في الملعب لتصل إلى الهدف ؟!

فأقول لهذا الأب وغيره من الآباء : يا ترى ما ذنب هذه البنت لتفعل بها هكذا ؟ ما جريرتها لتضرب ضرب الوحوش بل هو أشد ؟ أين ( استوصوا بالنساء خيراً ) ؟ أين ( الراحمون يرحمهم الرحمن ) ؟ أين العطف والشفقة والمحبة ؟ أين تلك المشاعر الدافئة تجاه الأبناء والبنات ؟ أتذهب هذه المشاعر كلها في ومضة عين وفي لحظة غضب ؟ قد يقول لي : بأن خطيئتها كبيرة وعظيمة فهي أكبر وأعظم حتى من أن تُذكر ، فأقول له : مهما كانت خطيئة وجريرة ابنتك فإنه لا يحق لك أن تفعل بها ما فعلت ، قد يقول لي : حالة غضب ، فأقول : إن حالة الغضب لا تسمح لك بفعل ما فعلت ، يا أخي لو ماتت هذه الفتاة بيدك فماذا ستصنع ؟ هل ستجلس في الطرقات وتعض على أصابعك من الندم وتبكي بكاء الطفل الصغير ؟ ولكن ولات حين مندم ، فلن يرجع ما فات ولن يعود الزمان للوراء .

غفر الله لك يا أخي هناك في ديننا ما يسمى بفقه التعامل مع الأولاد – الولد يطلق لغةً على الابن والبنت - ، وكثيراً ما يكرر علينا علماء التربية بأن الضرب لا يجدي في كثيرٍ من الأحيان ، فلم الضرب إذاً ؟ لماذا لا نستخدم فنوناً أخرى في تعاملنا مع أولادنا وإن أخطؤوا ما أخطؤوا فيه ، وارتكبوا ما ارتكبوا ، لماذا لا نستعمل أسلوب الحوار ؟ لماذا لا نستخدم أسلوب الإقناع ونجلس مع أبنائنا وبناتنا ونتصارح معهم ونسمع منهم ماذا يريدون وما الذي يجول في خاطرهم ؟ ما الذي يجعلهم يقعون في هذه الأخطاء ؟ ما هي دواعي عنادهم وإصرارهم على مثل هذه الأخطاء ؟

ولا يظن ظان من الآباء بأن النتيجة ستأتي من أول جلسة ومن أول حوار ، لا ، فالنتيجة قد تأتي في الحال ، فإذا أتت فالحمد لله ، وقد تأتي بعد فترة من الزمن ؛ وذلك أن هذا الابن يحتاج في كثيرٍ من الأحيان إلى التفكير فيما قاله له والده أو قالته له والدته ، فإنك وإن لم تره يفكر فيما قلته له أمامك ، ولكنه ولابد أنه يفكر في ذلك بينه وبين نفسه ، والإنسان عندما يفكر فيما بينه وبين نفسه في غالب الأمر يصل إلى النتيجة المطلوبة .

فالرحمة الرحمة يا عباد الله ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .