كان عالماً عاملاً تقياً زاهداً ورِعاً ، ترى في وجهه نور العلم ، وسماحة الإسلام ، إنَّه فعلاً مثالٌ صادقٌ للعالم الرباني .
لا ترى مجلسه إلاَّ عامراً بذكرِ الله تعالى ، ذا حجةٍ داحضة وبُرهانٍ صادقٍ في بيان الحق ، فارسٌ من فرسان الإسلام ، المنافحين عن حِياضه ، قدوةٌ من القُدُوات الأعلام .
لا تحِلُّ بالمسلمين نازلة إلا وانتظروا فيها رأيه السديد ، وقوله المُجيب ، عرفَ فضله وعُلُوَّ منزلته الصغير قبل الكبير ، والبعيد قبل القريب .
وما ذاك إلا لأنَّ الله تعالى قد وضع له القَبول في الأرض ، فأحبَّه لأجل ذلك الخلق .
فإنَّك حينما تسمع كلامه تذكُر سماحة الإسلام ، ورفق الشريعة الإسلامية ، فتواه مبنيةٌ على الوحي المبين ، والنهج القويم .
أمَّا عن أخلاقه ، فلا تسل ، فإنه قد بلغ بها العلياء ، وغَبِطه عليها الأعداء .
وإن سألت عن علمه فهو البحر الذي يزخر بالجواهر والدرر ، واللؤلؤ والمرجان ، يأتيك بالفوائد التي لا تخطر على بالك ، وما ذاك إلا لتوفيق الله تعالى له ، فإنَّ العبد بقدر ما يتقِ الله عز وجل ويخشاه ، فإن الله جلَّ وعلا يزيده علماً وهدىً وتوفيقاً ورشاداً { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ... } .
لا يكل ولا يمل من التدريس والتعليم رغم كبر سنه ومرضه ، فقد بلغ في السن الثمانين ، وابتُلي بالأمراض ، إلا أنَّ همَّته ونشاطه في الدعوة قد بلغت العنان وعانقت السحاب .
كم من درسٍ ألقاه ! وكم من متنٍ شرحه ! وكم من مؤلَّفٍ ألَّفه !
تركَ ثغراً كبيراً برحيله عنا ، إنه سماحة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين الذي تُوفي يوم الإثنين الموافق 13/7/2009م عن عمرٍ قارب الثمانين ، بعد حياةٍ مليئةٍ بالدعوة والإرشاد ، وخدمة الإسلام ، ونشر الخير بين المسلمين .
فنسأل الله تعالى أن يتغمَّد الشيخ بواسع رحمته وجوده وكرمه وإحسانه ، وأن يجعله في عليِّين ، ويرفع درجته في المهديين ، فهم السابقون ونحن إن شاء الله بهم لاحقون ، وإنَّ القلب ليحزن ، وإنَّ العين لتدمع ، وإنَّا على فراقك يا شيخنا ابن جبرين لمحزونون ، ولكن لا نقول إلا ما يُرضي الرب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق