الأحد، 26 يوليو 2009

الطفيليات بقلم : أحمد عادل علي العازمي


فكلُّنا ذاك الشخص الذي ينزعج حينما يستيقظ من النوم ويرى أنَّ حشرةً طُفيلية قد امتصت من دمه وسببت له ألماً قد يستمر معه لمدة يومين .
فكذلك ينزعج أهل العلم حينما يتكلم بالعلم من ليس أهله، بحجة أن العلم ليس حِكراً على أحد .
هذا صحيح ، لكن من أراد أن يتكلم في فنٍ من الفنون لا بدَّ أن يكون من أهله ، فهل يا تُرى يصلُح أن يتكلم الطبيب بكيفية إنشاء المباني المعمارية ، وهل يستقيم أن يتحدث المهندس عن كيفية إجراء العمليات الجراحية ؟
فكذلك من غير الممكن أن يتكلم في شريعة ربِّ العالمين ووحيُ الله للناس أجمعين من ليس أهلاً لذلك .
لقد ابتلينا اليوم بأناسٍ يثيرون بين الفترة والأخرى قضايا من ثوابت الدين ويجعلونها مجالاً للنقاش والحوار ، والأخذ والرد .
فبالأمس القريب كانت قضية العقيدة من الأمور التي لا يُساومُ عليها، واليوم أصبحت من القضايا التي يُمكن التسامح فيها بحجة قبول الآخر.
بالأمس كانت مسألة وجوب تحكيم شرع الله عز وجل أمراً لا مجال للنقاش فيه ، فأصبح اليوم ممكن أن تُستبدل هذه الشريعة الربانية بالقوانين الوضعية بل أصبح كل من يدعو إلى ذا الأمر يوصف بأنه من جماعة التكفير ؟!
قد كانت يوماً من الأيام مسألة الحجاب من المُسلَّمات التي لا يُمكن التنازل عنها والمساومة عليها أما اليوم فالمسألة تحتاج إلى إعادة نظر في الحجاب هل هو من العبادات أم العادات ؟
بالله عليكم أحبابي في الله متى نستيقظ من سُباتنا العميق ونعود إلى شريعة ربِّ العالمين ، وصراط الله المستقيم ؟ نسأل الله الثبات .

ليست هناك تعليقات: