الأربعاء، 29 ديسمبر 2010

طلبة مملكة البحرين الخريجين بالمملكة الأردنية الهاشمية : شكراً لكم بقلم : أحمد عادل العازمي

إخواني الطلبة البحرينيين الخريجين من جامعة اليرموك وجامعة العلوم والتكنولوجيا بالعام الدراسي ( 2010 - 2011 م ) : لقد سُعدت بصحبتكم ومجالستكم في الأيام الماضية وإن كنت مُقِلاً من الجلوس معكم إلا أن تلك الأيام والليالي التي جلست فيها معكم كانت من أجمل الأيام والليالي التي قضيتها بالمملكة الأردنية الهاشمية .

فكم أنا في فرحةٍ من أجل تخرجكم ودخولكم في حياةٍ أخرى هي حياة العمل التي تتسم بتقديم ما تعلمتوه في تلكمُ السنوات الماضية من علومٍ تنفعون بها مملكة البحرين التي تنتظركم ، فنحن بأمس الحاجة اليوم إلى أناسٍ من أمثالكم يقودون مملكة البحرين ويسمون بها مع التزامهم بدينهم وشريعة ربهم .

واعلموا أحبتي الكرام بأن ما هذا التخرج إلا بداية الحياة بالنسبة لكم ، وستُقدمون على حياةٍ أخرى قد تعتريها بعض المتاعب والصعاب التي تحتاج منكم إلى صبرٍ وجدٍ واجتهاد .

وهذه الحياة إن كنتم تريدون أن تكونوا متميزين فيها عن غيركم وتَبرزون فيها لا بد لكم من التمسك بدينكم ، والاستزادة من العلم ، فالعلم لا يقتصر على ما أخذتموه في الجامعة ، بل عليكم أن تستزيدوا منه ، بالإضافة إلى تنمية قدراتكم ومهاراتكم في التخاطب والتعامل مع الآخرين ؛ وذلك أن ما تعلمتموه لا يحسن إلا بالدين والأخلاق وحُسن التعامل .

وإن من أهم ما يكون به تنمية قدراتكم هو كثرة القراءة في مجال تخصصكم والاشتراك بالدورات العلمية والتدريبية التي تقيمها المعاهد العلمية والتدريبية كلٌ بحسب مجال تخصصه ، فبهذا تكونون متميزين عن غيركم في مجال تخصصكم .

وكلما كان الإنسان قريباً من الله تعالى بفعل ما أمر الله جل وعلا وترك ما نهى سبحانه عنه زاده الله توفيقاً وسداداً ونجاحاً في الحياة الدنيا وفي الآخرة ، ويا فوز من ربح الدنيا وما خسر الآخرة .

وفي الختام أرجو أن تكون هذه الكلمات قد آتت مقصِدَها ، وأسأل الله تعالى أن يجمعنا وإياكم على خير ، ويظلنا تحت ظل عرشه يوم القيامة ، ويجعل دار رحمته وكرامته هي دارنا وقرارنا .

الجمعة، 17 ديسمبر 2010

طعنةٌ من الداخل بقلم : أحمد عادل العازمي

ليس الغريب أبداً أن يأتي الطعن بالإسلام من الأعداء ، ومن أهل الكفر والإلحاد ، وإنما الغريب أن يأتي الطعن من الداخل ، من أهل الإسلام ، وممن يحسبون على المسلمين ؛ وذلك أن من يطعن بالإسلام من الخارج من أهل الكفر والإلحاد يعرف المسلمون بأنهم كفارٌ ولا يريدون من المسلمين إلا ترك دينهم ، فهم بذلك يعرفون هذه الحقيقة ويدركونها وبالتالي لا يستجيبون لها البتة .

بينما الذي يطعن بالإسلام من الداخل ، هو واحدٌ منا يعيش بيننا ، ويتكلم بكلامنا ، ويعمل معنا ، ولا يُتصوَّر منه أبداً أن يكون المِعول الذي يستخدمه أهل الكفر لهدم الدين ، فمن هنا تكمن الخطورة ، حيث يظن الواحد منا بأن هذا الشخص لم يتكلم إلا عن غيرةٍ على الدين – كما يزعم وكما يُظهِر هو من حاله – وأنه بما يدعو إليه يريد نُصح المسلمين .

فتراه يدعي حماية حقوق المرأة ، ويدعو إلى حريتها ، وكأنها في بلاد الإسلام قد ظلمت أو أخذ حقها ؟! يدعو باسم حرية المرأة – لكي ينال هو ما يريد منها – إلى خلع الحجاب والتكشف والسفور والاختلاط بحجة أن هذه حريتها ، حتى ظن بعض بناتنا من كثرة ما يسمعن هذا الكلام أنه حق ، لأنه خرج من أفواه من يظنون بأنه من المفترض أنه لا يريد إلا الإصلاح .

وتراه يصيح بأعلى صوته نريد المساواة للمرأة ، نريدها أن تكون مساويةً للرجل في كل شيء ، وحينما تأتي إليه لتناقشه فيما قال ، وتقول له : أتريد من أختي وأختك أن تشتغل في البناء كما يشتغل الرجال وتحمل أكياس الإسمنت على ظهرها ؟ يقول لك : لا ، وعندها تعلم بأن ما يقوله مجرد تقليد للغرب ، وبأنهم قالوا له : قل كذا وكذا ، وإذ به يقول ما يريدون دون أن يدرك معنى ما يقول ، ويُردِّد ما يسمع منهم دون أن يعقِل معناه !

وتجده يبكي بكاءً شديداً على الشباب في المؤتمرات : لم لا يسمح لهم باتخاذ الخليلات والعشيقات ، وأن تبنى علاقتهم قبل الزواج على الحب قبل أن يقوم الطرفان بالزواج وهما لا يعرفان بعضهما فتكون علاقتهما بعد ذلك جحيم في جحيم ، لأنه لم يعرف قبل ذلك من سيتزوج ، ولم تعرف هي من ستتزوج ! وكأن الأمر أصبح دعاوى بلا بينات ، ولم يدرك هذا المسكين بأنه قد ثبت بالإحصائيات بأن من يتزوجون عن علاقة حبٍ سابقة هم من تكون علاقتهم جحيمٌ في جحيم ، وهم من يعيشون حياةً زوجية مأساوية ، فحياتهم شقاءٌ في شقاء ، فالزوج يشك بزوجته ، وهي تخشى خيانته لها ، ولا يلبث هذا الزواج إلا أن يبوء بالفشل ، وبالتالي يكون مصيره الطلاق المحتوم بعد شهرٍ أو شهرين .

وما إن يخطئ عالمٌ أو يخالفه في رأيٍ مع أن الحق معه إلا ويشنع عليه الأخ الكريم في الصحف والمجلات ووكالات الأنباء حتى لا يأخذ الناس برأيه ، وكي يسقط هذا العالم من أعين الناس ، وبالتالي لا يكون هناك للناس أي مرجعٍ يرجعون إليه ، وإن أُسقط الأكابر من أعين الناس فلا تسل بعد ذلك عن دينهم ، وما يحصل من فسادٍ بمجتمعهم .

أما إن أفتى أحدٌ وإن كان ليس أهلاً للإفتاء بفتوى تأيد ما يذهب إليه وتستقيم مع هواه ، طار بها بالآفاق ونشرها بكل وسائل الإعلام ، وصار صاحبها هو شيخ الإسلام ، وهو مفتي الأنام بعد أن كان مغموراً بين الناس ، وإذ به بعد ذلك تعقد معه اللقاءات ، ويستضاف في الفضائيات ، ويكون هو المجتهد الذي لا نظير له ، والعالم الذي لا نِدَّ له ، ويزيَّن ويلمَّع ويوصف بالألقاب البراقة حتى يصدِّق ويقتنع الناس بأن ما يقوله هذا الشخص هو الدين وهو الصحيح وهو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وحاشا أن يأتي النبي عليه الصلاة والسلام بما جاء به ذلكم الشخص .

وليتهم توقفوا عند ذلكم الحد ، ولكن تجاوزوه بكثير ، فلقد أصبح كثيرٌ منهم حتى يصدقه الناس يكذب على العلماء والأئمة ويقولهم ما لم يقولوه أبداً ، حتى أن بعضهم من كثرة كذبه على الناس كاد أن يصدق نفسه !

فأنا أسأل حقيقةً ما المراد بهذه الدعوات على وجه التحديد ؟ وليت أحد أصحابها يجيبني عن ذلك ؟ حتى ندرك ما أدركه هو بهذه الدعوات ولم ندركه نحن ولا علماؤنا الأولين ؟! ونحن بانتظار الجواب .

الخميس، 2 ديسمبر 2010

نجوم السماء بقلم : أحمد عادل العازمي

لقد تكفَّل الله عز وجل لهذه الأمة بحفظ هذا الدين حيث قال سبحانه : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } ، وقد هيَّأ جلَّ وعلا لذلك أناساً اختارهم ليكونوا نقلة هذا الدين العظيم إلى الناس أجمعين ، وهؤلاء الناس هم العلماء ، أولئك القوم الذين فرَّغوا أوقاتهم زمن الصبا لتعلم هذا الدين ، تركوا اللعب يوم أن كان من في سنِّهم يلعبون ويمرحون في الطرقات ، سهروا الليالي في وقتٍ الناس فيه نيام.

وليس ذلك بعجيب ولا غريب عمَّن كانت همته عالية في السماء ، تعانقُ السحاب، ولا ترضى بأن تمسَّ التراب .

ومن أجل ذلك كله جعل الله تبارك وتعالى لهم الفضل العظيم والأجر الجزيل ، وذلك أنهم حملة علوم التنزيل ، والمبلغين عن رب العالمين بعد الأنبياء والمرسلين .

وقد أعلى الله جلَّ في علاه شأن هذه الثلة المباركة في الدنيا والآخرة قال تعالى: { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ) وغير ذلك من النصوص الواردة في فضلهم ، وعلوِّ شأنهم ، وعظيم قدرهم .

وفي هذا يقول الشيخ محمد بن عثيمين – رحمه الله – في كتاب العلم ص 174: ( مكانة أهل العلم أعظم مكانة ؛ لأنهم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، ولهذا يجب عليهم من بيان العلم والدعوة إلى الله ما لا يجب على غيرهم ، وهم في الأرض كالنجوم في السماء يهدون الخلق الضالين التائهين ، ويبينون لهم الحق ويحذرونهم من الشر ، ولذلك كانوا في الأرض كالغيث يصيب الأرض القاحلة فتنبت بإذن الله ).

وإنه مما يُحزن القلب أن نرى في زماننا اليوم الجهل بمكانة العلماء ، وقلة التأدُّبِ معهم ، وعدم معرفةٍ لحقوقهم ، بل أصبح بعضهم- وللأسف – ممن يدعون العلم يطعنون بهم ، وينتقصونهم ، ويبحثون عن مثالبهم وزلاتهم المغفورة في بحر حسناتهم .

ولا شكَّ بأنَّ ذلك ليس من الإسلام في شيء ، وإن دلَّ ذلك على شيء فإنما يدلُّ على جهل هؤلاء القوم بحقوق هؤلاء العلماء الأجلاء ، فنقول لهم كفُّوا أيديكم ، واحفظوا ألسنتكم ذلك أزكى لكم ، وأطهر لقلوبكم .