لقد أصبح أبناؤنا وبناتنا اليوم بأمس الحاجة إلى من يوجههم وينصحهم ويُشير عليهم ؛ وذلك في ظلِّ ما تعيشه مجتمعاتنا الإسلامية من غزوٍ فكري قد أثَّر بشكلٍ كبير وواضحٍ على أبنائنا وبناتنا في بعض أفكارهم وسلوكياتهم .
ويظهر هذا الأثر فيهم من خلال تضييع بعضهم لدينهم وجهلهم لأبسط الأساسيات فيه ، وتأثرهم بما يُلقى عليهم من شبهاتٍ ، وتغيُّرِ بعض أفكارهم ، وتخلي البعض منهم عن كثيرٍ من المبادئ والأخلاق الإسلامية النبيلة ، وانجرارهم وراء بعض الممارسات السلوكية غير الحميدة ، وإهدار طاقاتهم وقدراتهم في أمور قد تعود عليهم بالضرر في كثيرٍ من الأحيان .
وإن هذا الواقع الأليم الذي يعيشه البعض من أبنائنا وبناتنا يستدعي منا جميعاً العمل الجاد والدؤوب لإيقاف ذلكم السيل الجارف الذي يستهدف أعز طاقاتنا وهم أبناؤنا وبناتنا : الطلاب والطالبات ، والكل مسؤولٌ عن هذا الأمر وعلاجه وحماية أبنائنا وبناتنا من الوقوع فيه ، وعلى رأس هذه المؤسسات المسؤولة هي وزارة التربية والتعليم ؛ وذلك أن التربية هي جزءٌ من مهامها ومسؤولياتها .
فأنا أقترح على وزارة التربية والتعليم أن تجعل بكل مدرسة قسم للإرشاد الديني أو على الأقل مرشد ديني واحد إن كانت المدرسة مدرسة بنين ومرشدة دينية إن كانت المدرسة مدرسة بنات ، يكون مهمة هذا القسم توعية الطلبة والطالبات ونصحهم وتوجيههم وإقامة المحاضرات والندوات والمسابقات والفعاليات الدينية لهم .
وبهذا نكون قد أسهمنا إسهاماً كبيراً في توعية أبنائنا وبناتنا وتثقيفهم بالثقافة الإسلامية الأصيلة المبنية على الفكر المعتدل الذي جاءت به الشريعة الإسلامية ، وبهذا أيضاً نوجد لهم شخصاً يمكنهم استشارته فيما يُشكل عليهم من أمورٍ شرعية ، أضف إلى هذا كله أننا بهذا نخلق فرص عمل جديدة لخريجي الكليات الشرعية .
فنرجو من وزارة التربية والتعليم دراسة هذا الموضوع وإبداء الرأي فيه ؛ لمسيس الحاجة إليه بالنسبة لطلابنا وطالباتنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق