الاثنين، 26 يوليو 2010

غرف تبديل الأخلاق بقلم : أحمد عادل العازمي

لا تعجبوا من هذه الكلمة ، وهذه العبارة ، فكما أنه يوجد غرف لتبديل الملابس، فهناك غرف لتبديل الأخلاق ، والواقع يشهد بذلك .

وحينما أقول تبديل الأخلاق أقصد هنا تبديلها إلى الأسوء ، وهذا ما تسعى إليه ، وتهدف إليه تلك الأفلام والمسلسلات سواء كانت الخليجية أو العربية أو المدبلجة أو المترجمة ، فكلها تصب في مصب واحد هو تبديل الأخلاق الحسنة في المجتمعات إلى الأخلاق السيئة .

أنا لا أقول ذلك من فراغ ، ولكن انظروا إلى ما خلَّفته تلك الأفلام والمسلسلات في عقول شبابنا، فهذا حُبب إليه العلاقات المحرمة ، وبناء العلاقات الرومانسية ، وإسقاط الفتيات في أحضانه ، وذاك اقتنع بعقيدة النصارى في أن المسيح ابن الله أو التثليث ، وتلك قد تبنت فكرة تحرير المرأة من حجابها الذي هو عنوان طُهرها وعفافها ، وهذه قد اتخذت من تلك الفنانة أو المغنية أو الراقصة مَثَلاً أعلى لها تسعى لأن تكون مثلها ، وأخرى قد وضعت في فكرها وعقلها أنها حينما تتشبه بالرجال تكون قد بلغت غاية الكمال والتمام في شخصيتها متخذةً من تلك الشخصية المتمثلة لها في الفيلم أو المسلسل قدوةً لها .

ناهيك عما يُسوَّق له في تلك الأفلام والمسلسلات من أفكار وعادات وتقاليد الأقوام الأخرى التي لا تناسب مجتمعاتنا ولا عاداتنا ولا تقاليدنا ، بل ولا إسلامنا ، وذلك حين ترى بأن البنت في تلك التمثيلية تكون هي المظلومة والمضطهدة حينما يمنعها أبوها من إقامة علاقة محرمة مع رجل أجنبي عنها ، وإدخاله في البيت، أو محادثته في الهاتف ، أو أنها تدخل وتخرج من البيت بل وتسافر في أي وقتٍ شاءت بلا حسيب ولا رقيب !

أما بالنسبة عن انتقاص الدين ، واتهامه بالجهل والتخلف ، والرجعية ، وازدراء أهل العلم، وتصويرهم بأبشع الصور ، فلا تسل عن ذلك ، فقد بلغت في هذه التمثيليات مبلغاً ، والكل يعلم بأن الهدف من ذلك باختصار هو أن يترك الناس دينهم ، ولكنهم لا يستطيعون أن يقولوا ذلك للناس مباشرة ، فيلجؤون إلى مثل تلك الأمور التي تُنبِؤُ عن ضحالةٍ في الفكر ، وانهزاميةٍ واضحةٍ في باب المواجهة المباشرة ؛ وذلك أنه لا يلجأ إلى هذه الحيل إلا الضعيف الذي هُزم في باب المواجهة ، وانكسر أمام سيف الحجة والبرهان .

ولذلك نحن نُهيب بإخواننا جميعهم أن ينتبهوا إلى مثل تلك الألاعيب الشيطانية ، المستوحاة من وحي الشيطان وأوليائه ، والتي لا تنطلي إلا على من لم يُعمل عقله وفكره فيما يُعرض عليه من هذه الأفلام والمسلسلات ، ويُملى عليه من أفكار ومُعتقدات ، ويُراد منه بعد ذلك الاقتناع بها ، والعمل بها ، والدعوة إليها ، ولكن هيهات هيهات أن يتركهم أهل الحق وأهل الدين والصلاح يفعلون ذلك .

هناك تعليقان (2):

بوسالم يقول...

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته :


بدايه أشكرك على طرح مثل تلك المواضيع التي لطالما غفلنا عنها مع انتشارها ولم نشعر بتأثيرها البالغ في حياتنا , فقلما نجد بيوتا تخلو من تلك المسلسلات والافلام الهدامه إن صح التعبير .

والعجيب أن من يتابع تلك المسلسلات او من يقوم بالتمثيل فيها يدعي بأنها تقوم بتوصيل رساله للمجتمع
وتعالج بعض المشاكل التي يعاني منها من خلال تسليط الضوء عليها.
ولكن في الحقيقه إن من يرى تلك المشاهد يراها لاتخلو من تسويق لتلك الافكار المبتذله و تزيين لتلك العلاقات الشيطانيه وإثارة للغرائز وغيرها من الامور التي ذكرتها وفقك الله .

ولعل اهتمام الناس بتلك المسلسلات يرجع الى امور من اهمها : الجهل فهم لايدركون حقيقه هذه المسلسلات واهدافها
وتأثيرها وأضرارها ,كذلك الفراغ الذي يعاني منه الكثير من الناس لاسيما الشباب منهم , و ضعف الوازع الديني فالناس قد استمرؤوا رؤيه مثل هذه المشاهد(الا من رحم ربي)

والله المستعان

د.أحمد العازمي يقول...

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
شكراً لك أخي أبا سالم على تعليقك المتميز ، والذي يُنبؤُ عن سُمُوٍ في الفكر ، وعقلٍ رشيد .
واسأل الله تعالى أن يجزيك خير الجزاء على هذا التعليق ، ويبارك فيك وفي علمك ، ويحفظك من كل سوء ، ويجعلك من أئمة هذا الدين ، الداعين إلى شريعة ربِّ العالمين ، والمنهج القويم ، على سنة خير المرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله أتم الصلاة وأزكى التسليم .